في ذكري وتأبين الفقيد مولانا عبد الجليل ادم حسين

كم يشق علىّ أن اكتب اليوم في ذكري وتأبين فقيدنا المغفور له باذن الله الشهيد مولانا عبد الجليل ادم حسين قاضي المحكمة العليا وقدكان بالأمس القريب بيننا ملءَ السمع والبصر؛ ولكن هذه سنةُ الحياة ما نحن إلا ودائع في هذه الدنيا تُسترد في ميقات يوم معلوم وتمضى إلى بارئها لتحيا حياة أخرى هي خير وأبقى.

وكل حي إلى فناء ولكل إنسان أجلٌ محتوم وقدرٌ مقدور قال تعالي : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون ) صدق الله العظيم .

أشفقت على نفسي عندما فكرت في الكتابة عن تأبين الراحل الكريم لأني استشعرت العجز عن الكتابة عنه كما ينبغي أن يكونَ فلست ممن يملكون ناصيةَ اللغة والبيان لاسطر بقلمي أصدق التعبيرات واروع الكلمات عما يعتلج في دواخل الصدور من مشاعر الحزن والأسى على فراق هذا الفقيد أو أصورَ لكم قدرَه الحق كقمة من قممنا الشامخة ورائدٍ من رواد جيله الذي أسهم في بناء النهضة العلمية والثقافية لقبيلة الهوسا علي مدي حياته العلمية التي زخرت بأروعِ الإنجازات وأجلِّ الأعمال، أداها بهمة منقطعة النظير حتى آخر يوم في حياته.

يقول القائل

إلى الله أشكو من عوادي النوى سهما
أصاب سويداء الفؤاد وما أصمى
من هاتكات القلب أول وهلة
وما دخلت لحماً ولا لامست عظما
توارد والناعي فأوجست رنة
كلاماً على سمعي وفي كبدي كلما
فما هتفا حتى نزا الجنب وانزوى
فيا ويح جنبي كم يسيل وكم يدمى

كان الشهيد رحمه الله علما من علماء البلاد ومن حفظة القرآن الكريم نذر نفسه لخدمة العلم والدعوة ،كما ان الشهيد من المشهود لهم بالعلم وغزير الفقه وعمل مع العاملين علي تبصير الامة برامي الشريعة الاسلامية بمختلف اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروئة كما اشتهر بتفسير القران الكريم بإذاعة الوحدة الوطنية بلغة الهوسا الشكر والتقدير للشهيد ونعم الاسم الذي حمل معناه والذي قاد القبيلة منذ امد بعيد فنظم صفها ووحد كلمتها ونعم القدوة الحسن جزاءه الله عنا خير الجزاء ،

بعد ما ام المصلين بصلاة المغرب بالمرفع العمدة بولاية سنار وكان في طريقه الي الخرطوم وكذلك لبي نداء ربه راضيا مرضيا إثر حادث حركة في يوم الجمعة 9/4/1998 الساعة الثامنة مساء وستظل ذكري الشهيد باقية بإذن الله ومسيرته التي استشهد من اجلها ستكون ماضية بإذن الله

إلتحق الشهيد بالسلطة القضائية م، قاضي في 1/4/1969 م ثم ترقي الي قاضي الدرجة الثانية في 3/6/1972م ثم الي قاضي درجة اولي 1/4/1976م ثم الي قاضي المحكمة العامة في 12/11/ 1983م ثم الي قاضي إستأناف في 10/7/1988م واخيرا الي عضو بالمحكمة العليا في 1/5/1993 م كما شغل الشهيد منصب الامين العام لمجلس القضاء العالي وبعدها شغل منصب رئيس محاكم المدن والارياف للولايات الشمالية وعمل الشهيد بمختلف محاكم السودان وعمل استاذا مشاركا بجامعة القران الكريم ومحاضرا بجامعة ام درمان الاسلامية وكان الشهيد بحرا من بحور العلم ومرجعا من مراجع الشريعة الاسلامية

من مواليد مدينة تندلتي تلقي تعليمه الابتدائي بمدينة تندلتي ثم المرحلة المتوسطة بمدرسة كوستي الاهلية الوسطي درس المرحلة الثانوية بالابيض بمدرسة خور طقت بنين حاز علي بكلاريوس الشريعة الاسلامية بجامعة الخرطوم عام 1969 م كما نال درجة الماجستير في الشريعة الاسلامية بجامعة الخرطوم 1990م كان الشهيد مخلصا متفانيا في عمله حسن المعشر طيب الاخلاق محبوبا لدي الجميع

إذ كتبناعن الشهيد الفقيد إنما نكتب عن كل الشمائل الطيبة والاخلاق الكريمة اللهم ارحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اوليك رفيقا

لقد مضيت هادئًا إلى الرفيق الأعلى ولا أحسبك إلا راضيًا بعد أن قدمت لوطنك وعشيرتك أجلَّ الأعمال ونشّأت أجيالاً سوف يترسمون خطاك ويسيرون على نهجك ويواصلون رسالتك الخالدة .

ولن ننسي أنك كنت لنا إشعاعًا وإشراقًا نتحلق حولك ونختلف إلى مجلسك نستمتع بحديثِك وعمقِ فكرِك وأصالة علمك ورجاحة عقلك .

رحمك الله أيها العالمُ رحمةً واسعة وأنزلك منازلَ الأطهار والأبرار والصديقين والشهداء فقد كنت في الحياة نورًا يهدى الناسَ سواءَ السبيل وستظلُ في الممات ذكرى تنفعُ المؤمنين .

عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 14/01/2008

شكرا الاخ ودالجزيرة
حقيقة من المفروض ان يكون هناك هناك تأبين للفقيد وكنت اتوقع ذلك من الهيئة القيادية لابناء الهوسا
للفقيد دور مهم في تاسيس العمل الهوسوي
رحمه الله رحمة واسعة